دمشق هي العاصمة السورية وهي أقدم عاصمة مأهولة في العالم، وقد كانت احتلت مكانة مرموقة في مجال العلم والثقافة والسياسة والفنون خلال الألف الثالث ق . م ، وأصبحت عاصمة الدولة العربية الإسلامية عام 661 أيام الأمويين. و يعرف أنه في نهاية الألف الثاني (ق. م.) أسس الزعيم الآرامي ريزون مملكته في دمشق. يبلغ عدد سكان دمشق وريفها حوالي 4.5 مليون نسمة حسب إحصائية عام 2004 م. تقع المدينة بالقرب من سلسلة جبال لبنان الشرقية في جنوب غرب البلاد. القسم الأكبر من دمشق، بما فيه المدينة القديمة، يقع على الضفة الجنوبية لنهر بردى، بينما تنتشر الأحياء الحديثة على الضفة الشمالية. مدينة دمشق هي بنفس الوقت محافظة دمشق.
فهرس [إخفاء]
1 الإسم ومنشأه
2 تاريخ دمشق
2.1 التاريخ القديم و صدر الاسلام
2.2 القرون الوسطى
2.3 العصر المملوكي و العثماني
2.4 الإنتداب الفرنسي
3 أحياء المدينة ومعالمها
4 التجارة
5 صور
6 المصادر
7 وصلات خارجية
[تحرير] الإسم ومنشأه
بوابة متحف دمشق الوطني و التي هي واجهة قصر الحير الغربييعود نشوء دمشق إلى تسعة آلاف سنة قبل الميلاد، كما دلت الحفريات بالقرب من منها في موقع تل الرماد وقد اختلفت الروايات التاريخية في تحديد معنى تسميتها، والأرجح أنها كلمة ذات أصول اشورية قديمة تعني الأرض الزاهرة أو العامرة ، ومن اسمائها أيظاً جلق والشام وشامة الدنيا وكنانة الله والفيحاء كما تدعى دمشق الفيحاء .
[تحرير] تاريخ دمشق
دمشق هي أقدم عاصمة في العالم، ويقول البعض أنها أقدم مدينة مأهولة في العالم أيضاً. ورد ذكرها في مخطوطات مصرية تعود إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد.
ورد اسم دمشق في ألواح تحوتمس الثالث فرعون مصر بلفظ ( تيماسك ) .. كما ورد في ألواح تل العمارنة ( تيماشكي ) .. وفي النصوص الآشورية ورد الاسم ( دا ماش قا ) .. وفي النصوص الآرامية ورد الاسم ( دارميسك ) .. ولعل الكلمة تعني الأرض المسقية أو أرض الحجر الكلسي .. وفي العصور الإسلامية أطلق عليها اسم ( الفيحاء ) و ( جلق ) .. و ( الشام ) من قبيل تسمية الفرع بإسم الأصل
[تحرير] التاريخ القديم و صدر الاسلام
المسجد الأموي في دمشقكانت موطنا للآراميين في أواخر الألف الثاني قبل الميلاد، تعاقب على حكمها الآشوريون والكلدانيون والفرس، وسقطت بأيدي الاسكندر الأكبر عام 333 ق.م. وبعد وفاته، أصبحت دمشق جزءاً من المملكة السلوقية. احتلها الإمبراطور الروماني بومبيي الأكبر عام 64 ق.م. دخلت المسيحية إلى دمشق في القرن الأول للميلاد، وأصبحت فيما بعد مركزاً مسيحياً مهماً. وقد ارتبط تاريخ دمشق بالعالم اليوناني لفترة تقدر بحوالى عشرة قرون، عرفت المدينة خلالها ازدهار الحضارة الهلنستية، حيث تمازجت عناصر الثقافة اليونانية مع حضارة الشرق وثقافته.
دخلت الجيوش العربية الإسلامية دمشق في القرن السابع، وتحولت المدينة في العصر الأموي من مركز ولاية إلى عاصمة امبراطورية تمتد إلى حدود الصين شرقا والى مياه الأطلسي والأندلس غربا. ارتفعت قصور الخلفاء في العاصمة الأموية وامتدت فيها مساحة العمران، وكان من أهم مبانيها في ذاك العهد جامع بني أمية الكبير الذي بني في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك، وهو الصرح الذي يبقى واحدا من أجمل المباني العربية الإسلامية في العالم. على مثال المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، يتألف الجامع الأموي من قاعة كبيرة للصلاة وصحن خارجي فسيح. وتتكون قاعة الصلاة الداخلية من ثلاثة أروقة متوازية تفصل بينها أقواس متناسقة مرفوعة على أعمدة أثرية من الرخام تعود إلى العصور التي سبقت العصر الأموي. ولهذا المسجد ثلاث مآذن تعود إلى ثلاث حقب مختلفة، الأولى تتوسط الجدار الشمالي وتعرف بمئذنة العروس، الثانية في الناحية الشرقية وتعرف بمئذنة عيسى، أما الثالثة فهي في الناحية الغربية وتعرف بمئذنة قايتباي، السلطان المملوكي.
[تحرير] القرون الوسطى
في النصف الثاني من القرن الثامن، اتخذ العباسيون من مدينة بغداد في العراق عاصمة لهم، ودخلت جيوشهم دمشق لتقضي فيها على خصومهم من رجال بني أمية. في زمن تضعضع السلطة العباسية، ارتبطت دمشق بالدولة الطولونية قبل أن تخضع للفاطميين، وقد تعرضت في تلك الحقبة لغزوات القرامطة الذين احتلوها مرات عدة، مما أحدث فيها الكثير من الخراب والدمار، ففقدت الكثير من بريقها، وقلّ عدد سكانها، وانتشر فيها الفقر والعوز. بعد الفاطميين، بسط السلاجقة سلطتهم على دمشق التي حكمها بعض الأتابكة في شكل شبه مستقل. قاوم معين الدين أنر الفرنجة وصد الحصار الذي فرضته قواتهم في داريا، وجاء من بعده نور الدين محمود زنكي، فوحّد المشرق ومد نفوذه إلى مصر بفضل قائده أسد الدين شيركوه وابن أخيه صلاح الدين الأيوبي. وبموت الخليفة الفاطمي العاضد سنة 1171، انتهى الحكم الفاطمي وغدت مصر والشام دولة واحدة، فاستعادت دمشق بريقها واحتلت مركز الصدارة في الميدان السياسي والعسكري في المشرق العربي. بعد وفاة صلاح الدين فيها عام 1193، تصدعت الدولة الأيوبية، وسقطت دمشق في أيدي المغول.
أهم معالم تلك الفترة البيمارستان النوري، وهو اليوم متحف العلوم والطب العربي حيث تعرض أجمل نماذج الخطوط التي استعملت للمرة الأولى أثناء حكم نور الدين. كذلك حمام نور الدين في البزورية، وهو أقدم حمامات دمشق، ولا يزال يعمل إلى اليوم. أيضا تبرز مدرسة نور الدين حيث يرقد الحاكم الكبير في تربته وسط صالة مربعة تقتصر زينتها على الآية القرآنية: «وَسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زُمرا حتى إذا جاءوها وفُتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلم عليكم طبتم فادخلوها خالدين» (الزمر 73). أيضا من معالم دمشق قلعتها ذات الأبواب الأربعة، التي اتخذها الكثير من الحكام مسكنا لهم: نور الدين الزنكي وصلاح الدين الأيوبي والملك الظاهر بيبرس.
[تحرير] العصر المملوكي و العثماني
قبر صلاح الدين الأيوبي قرب الجامع الأموي في دمشق القديمةكانت ولاية دمشق من أكبر ولايات السلطنة المملوكية وأهمها حيث عُرفت باسم "نيابة الشام"، وقد امتدت حدودها إلى الفرات والرستن شرقا وشمالا، والى البحر المتوسط غربا، وإلى غزة والكرك جنوباً. في عهد السلطان الظاهر بيبرس والسلطان قلاوون، شهدت المدينة حركة عمرانية كبيرة، وشيد فيها عدد كبير من المساجد والمدارس. وقد انتهت تلك الحقبة مع دخول قوات تيمورلنك وما حملته من دمار. إلا أن هذه الكارثة لم تمنع دمشق من النهوض من كبوتها في أقل من ربع قرن، فعادت حركة العمران إليها وازدهر فيها النشاط الصناعي من جديد، في زمن احتدم الصراع بين الفئات المتصارعة حول الحكم في العهد المملوكي الأخير.
إثر الهزيمة التي مني بها المماليك في معركة مرج دابق عام 1516، تحولت سوريا إلى جزء من أمبراطورية العثمانيين الشاسعة وغدت "ضاحية" من أكبر ضواحيها وأهمها. أولى الحكّام العثمانيون دمشق أهمية كبرى، فقد حافظت المدينة على مركزها التجاري في الشرق، كما أنها كانت محطة تتوقف فيها قوافل الألوف من الحجّاج الذين كانوا ينطلقون منها إلى الديار المقدّسة. وقد حرص الولاة على ضمان الأمن في المدينة، وشيّدوا فيها صروحا جديدة، كما أنهم اهتموا بترميم الجوامع والحمّامات والأسواق القديمة. من أشهر المعالم التي تعود إلى تلك الحقبة التاريخية الطويلة، التكية والجامع اللذان يحملان اسم السلطان سليم الأول، والتكية المعروفة بالسليمانية، وهي من تصميم المعماري سنان الذي ارتبط اسمه بتشييد صروح إسطنبول الشهيرة. وينتهي العهد الحضاري العثماني مع تعاظم "أهوال التغريب". تتراجع دمشق وتفقد ريادتها، فيما تزدهر حلب التي تستقطب السفراء الغربيين لتغدو المدينة الثالثة في الإمبراطورية العثمانية بعد اسطنبول والقاهرة. وقد شهدت حركة البناء في المدينة آخر تجلياتها الشرقية في القرن الثامن عشر عبر ما يُعرف بالبيوت الدمشقية، وأشهرها بيت خالد العظم ، وبيت أحمد السباعي ، وبيت النابلسي ، و بيت القوتلي ، وبيت دحدح، وبيت المعلم. وقد سحرت هذه البيوت الراقية الرحالة الذين تدفّقوا على المشرق، ومنهم الأسباني باديا الذي زار شبّهها بالقصور.
[تحرير] الإنتداب الفرنسي
سوق الحميديةخلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918) استعملت الحليفتان تركيا وألمانيا دمشق كقاعدة لتحركاتهما العسكرية. في عام 1918 حررت قوات الثورة العربية دمشق بمساعدة من الإنكليز. وأعلنت في [[آذاري] (مارس) 1920 عاصمة للحكومة العربية المستقلة برئاسة الملك فيصل الأول. إلا أنها سقطت بأيدي القوات الفرنسية في تموز (يوليو) من نفس العام لتبدأ حقبة الانتداب الفرنسي على المدينة. بين عامي 1925-1927 طرد الفرنسيون عدة مرات من المدينة من قبل الثوار السوريون خلال الثورة العربية الكبرى التي انطلقت من جبل العرب. قصف الفرنسيون المدينة بالطائرات وألحقوا أضراراً كبيرة بالمدينة القديمة. بعد هزيمة فرنسا عام 1940 في مطلع الحرب العالمية الثانية، أصبحت سوريا تحت سيطرة حكومة فيشي الفرنسية الموالية للألمان. إلا أن قوات فرنسا الحرة والقوات البريطانية عادت إلى احتلالها عام 1941. عام 1946 استقلت سوريا بشكل كامل عن فرنسا وشهدت المدينة ازدهاراً وتوسعاً عمرانياً كبيراً منذ ذلك الحين.
[تحرير] أحياء المدينة ومعالمها
سوق الصالحية أحد أشهر أسواق دمشقتضم دمشق العديد من الأحياء. أهم احياء دمشق هي: دمشق القديمة وتضم العديد من الأحياء القديمة التي تتواجد داخل أسوار المدينة القديمة. ومن أحياء دمشق الأخرى: حي الميدان، الشاغور، الصالحية، الجسر الأبيض، المزرعة، المهاجرين، المالكي، ركن الدين، المزة.
تتميز شوارع أو حارات دمشق القديمة بأنها ضيقة ذات بيوت متقاربة، وقد ذكر أحدها في العهد الجديد (الكتاب المقدس) تحت اسم "الشارع المستقيم"، حيث عاش القديس بولس الدمشقي. يتميز البيت الدمشقي (أو البيت العربي كما يدعى في سوريا) بغرف موزعة في طابقين تحيط بفسحة مكشوفة مزينة بالنباتات ونوافير المياه.
في دمشق أكثر ن 200 مسجد، منها 70 مسجداً مستعملاً اليوم. أهم هذه المساجد، وربما أشهر معالم دمشق، هو المسجد الأموي الكبير. والذي كان في السابق كنيسة وهي الكنيسة المعمدانية حيث إن الخليفة الوليد بن عبد الملك كان قد امر بتحويلها إلى مسجد,والى حد يومنا هذا ما تزال الآثار المسيحية ظاهرة للعيان . ويحتوي المسجد على ضريح النبي يحيى عليه السلام (القديس يوحنا المعمدان). من مساجد دمشق الشهيرة الأخرى التكية السليمانية، التي بناها السلطان العثماني سليم الأول عام 1516، ومسجد السنانية. تعتبر دمشق من أهم مراكز الثقافة العربية والإسلامية في العالم العربي. من المنشآت الثقافية في دمشق المتحف الوطني وجامعة دمشق 1923 ومكتبة الأسد الوطنية 1982.
[تحرير] التجارة
كانت دمشق طوال تاريخها الطويل مركزاً تجارياً هاماً في المنطقة. فقد كانت في السابق شهيرة بتجارة الفواكه المجففة والخمور والصوف والأقمشة الحريرية. والداماسك، وهو نوع من القماش المطرز، سمي نسبة إلى دمشق. كما اشتهرت دمشق في الماضي بصناعة السيوف التي عرفت بجودتها وحدتها وتفردت بما يعرف بـ السيف الدمشقي. من أهم منتجات دمشق اليوم الفواكه وخصوصاً التين واللوز. ومن الصناعات الدمشقية أيضاً الحرف اليدوية والمجوهرات والأثاث الخشبي والأواني النحاسية. من الصناعات الحديثة: المواد الغذائية والملابس والمطبوعات.